[frame="3 10"][CENTER][CENTER][SIZE="5"]عندما مرَّ سيدنا سليمان ابن داود عليه السلام ومعه جنوده وقد حملته الريح، ونظر إليه رجل فقير في الأرض وتعجب الريح تحمل البساط وعليه نصف مليون جندي من الإنس والجن غير الحيوانات والطيور
لأنها كلها كانت مسخرة لسليمان، فنظر إلى هذا الملك العظيم وقال: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود. فحملت الريح تلك الكلمة إلى سليمان فأمرها أن تهبط بالبساط ودعا الرجل وقال له: ماذا قلت يا عبد الله؟
فأخذته رهبة فخفف عنه وقال: لقد قلت: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود
فقال سليمان عليه السلام: (والله يا أخي لتسبيحة واحدة في صحيفة مؤمن خير وأعظم عند الله مما أوتي سليمان بن داود).
كلمة (سبحان الله) خير لك عند الله تجدها يوم القيامة في رصيدك خير لك من أن تضع في هذا الرصيد الدنيا كلها من أولها إلى آخرها. ولذلك ينبئ الرسول الكريم عن الصفحة التي تثقل الميزان فيقول:
(والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ جِيءَ بالسَّمَاواتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، ومَا بَيْنَهُنَّ، ومَا تَحْتَهُنَّ، فَوُضِعْنَ في كَفَّةِ المِيزَانِ، وَوُضِعَتْ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله في الكَفَّةِ أُلاخْرى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ)(1)
ولذلك عندما كان سيدنا موسى في حالة المناجاة في حضرة الله فقال كما ورد بالحديث الشريف
(يَا رَب عَلمْنِي شَيْئَاً أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى? قُلْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: يَا رَب، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هذَا، قَالَ: قُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا رَب إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئَاً تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى? لَوْ أَنَّ السَّموَاتَ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، مَالَتْ بِهِمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ)
(أبو يعلى فى مسنده وأبو نعيم فى الحلية والبيهقى فى السنن وغيرها عن أَبي سعيدٍ رضيَ اللَّهُ عنه). كلمة هينة لينة، ما أسهلها على اللسان، وما أحبها إلى الرحمن، وما أثقلها في الميزان، يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه.
فاتقوا الله عباد الله وامتنعوا عن المعاصي في هذه الأيام المباركة، واستكثروا فيها من الطاعات، وحركوا ألسنتكم بذكر خالق الأرض والسموات. ماذا عليك لو قلت وأنت في الطريق تمشي: (لا إله إلا الله)؟ ماذا عليك لو كررتها وأنت جالس في بيتك؟وأنت جالس في عملك؟ وأنت راكب في مواصلتك؟ ماذا تكلفك وبماذا تتعبك؟
إنها دليل على توفيق الله للمؤمنين ففي الأثر المشهور قيل:
( إذا أكرم الله عبدا ألهمه ذكره، وألزمه بابه وآنسه به). حتى قال:
(لو علم المغترون بالدنيا ما فاتهم من حظ المقربين، وتلذذ الذاكرين، وسرور المحبين لماتوا كمداً)(2)
ألهم لسانه ذكره ليكون كلامه أرباح، وليكون كلامه فلاح ونجاح، وليكون كلامه رضا لحضرة الكريم الفتاح، وليكون كلامه تكريماً له يوم القيامة. وإذا أبغض الله عبداً جعل لسانه بذيئاً ينطق بالألفاظ البذيئة، ولا يتحرك إلا كالسوط يجلد هذا بكلامه، ويؤلم هذا بصراخه وسبابه، ويؤذي هذا بغيبته، ويفرق بين هذا وذاك بنميمته، إن هذا يكون على شاكلة إبليس لأنها أعمال إبليس.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الجوارح تخاطب اللسان كل صباح فتقول:
(إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ الِّلسَانَ فَتَقُولُ: اتَقِ الله فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) 03)
كل صباح تجتمع أعضاءك وأنت لا تشعر وتحدث اللسان لأن الإنسان لا يؤاخذ إلا بكلمات هذا اللسان، وبأفعال هذه الجوارح وبنيّة القلب والجنان، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا دَارُ الْتِوَاءٍ لاَ دَارُ اسْتِوَاءٍ، وَمَنْزِلُ تَرَحٍ لاَ مَنْزِلُ فَرَحٍ، فَمَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَفْرَحْ لِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَحْزَنْ لِشِدَّةٍ، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى? خَلَقَ الدُّنْيَا دَارَ بَلْوَى?، وَالآخِرَةَ دَارَ عُقْبَى?، فَجَعَلَ بَلْوَى? الدُّنْيَا لِثَوَابِ الآخِرَةِ، وَثَوَابَ الآخِرَةِ مِنْ بَلْوَى? الدُّنْيَا عِوَضاً، فَيَأْخُذُ لِيُعْطِى، وَيَبْتَلِي لِيُجْزِى، فَاحْذَرُوا حَلاَوَةَ رَضَاعِهَا لِمَرَارَةِ فِطَامِهَا، وَاهْجُرُوا لَذِيذَ عَاجِلِهَا لِكَرِيهِ آجِلِهَا، وَلاَ تَسْعَوْا فِي عُمْرَانِ دَارٍ قَدْ قَضَى? اللَّهُ خَرَابَهَا، وَلاَ تُوَاصِلُوهَا وَقَدْ أَرَادَ مِنْكُمْ اجْتِنَابَهَا، فَتَكُونُوا لِسَخَطِهِ مُتَعَرضِينَ، وَلِعُقُوبَتِهِ مُسْتَحِقينَ)(4)[/SIZE]
[SIZE="3"](1)(رواه أحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عمر).
(2)(الزهد الكبير للبيهقي رواية عن ذى النون رضى الله عنه).
(3) (الترمذي وغيره عن أبر سعيد الخدري).
(4)(الديلمي عن ابن عمر رضى الله عنهما).[/SIZE]
لأنها كلها كانت مسخرة لسليمان، فنظر إلى هذا الملك العظيم وقال: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود. فحملت الريح تلك الكلمة إلى سليمان فأمرها أن تهبط بالبساط ودعا الرجل وقال له: ماذا قلت يا عبد الله؟
فأخذته رهبة فخفف عنه وقال: لقد قلت: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود
فقال سليمان عليه السلام: (والله يا أخي لتسبيحة واحدة في صحيفة مؤمن خير وأعظم عند الله مما أوتي سليمان بن داود).
كلمة (سبحان الله) خير لك عند الله تجدها يوم القيامة في رصيدك خير لك من أن تضع في هذا الرصيد الدنيا كلها من أولها إلى آخرها. ولذلك ينبئ الرسول الكريم عن الصفحة التي تثقل الميزان فيقول:
(والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ جِيءَ بالسَّمَاواتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، ومَا بَيْنَهُنَّ، ومَا تَحْتَهُنَّ، فَوُضِعْنَ في كَفَّةِ المِيزَانِ، وَوُضِعَتْ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله في الكَفَّةِ أُلاخْرى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ)(1)
ولذلك عندما كان سيدنا موسى في حالة المناجاة في حضرة الله فقال كما ورد بالحديث الشريف
(يَا رَب عَلمْنِي شَيْئَاً أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى? قُلْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: يَا رَب، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هذَا، قَالَ: قُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا رَب إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئَاً تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى? لَوْ أَنَّ السَّموَاتَ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، مَالَتْ بِهِمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ)
(أبو يعلى فى مسنده وأبو نعيم فى الحلية والبيهقى فى السنن وغيرها عن أَبي سعيدٍ رضيَ اللَّهُ عنه). كلمة هينة لينة، ما أسهلها على اللسان، وما أحبها إلى الرحمن، وما أثقلها في الميزان، يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه.
فاتقوا الله عباد الله وامتنعوا عن المعاصي في هذه الأيام المباركة، واستكثروا فيها من الطاعات، وحركوا ألسنتكم بذكر خالق الأرض والسموات. ماذا عليك لو قلت وأنت في الطريق تمشي: (لا إله إلا الله)؟ ماذا عليك لو كررتها وأنت جالس في بيتك؟وأنت جالس في عملك؟ وأنت راكب في مواصلتك؟ ماذا تكلفك وبماذا تتعبك؟
إنها دليل على توفيق الله للمؤمنين ففي الأثر المشهور قيل:
( إذا أكرم الله عبدا ألهمه ذكره، وألزمه بابه وآنسه به). حتى قال:
(لو علم المغترون بالدنيا ما فاتهم من حظ المقربين، وتلذذ الذاكرين، وسرور المحبين لماتوا كمداً)(2)
ألهم لسانه ذكره ليكون كلامه أرباح، وليكون كلامه فلاح ونجاح، وليكون كلامه رضا لحضرة الكريم الفتاح، وليكون كلامه تكريماً له يوم القيامة. وإذا أبغض الله عبداً جعل لسانه بذيئاً ينطق بالألفاظ البذيئة، ولا يتحرك إلا كالسوط يجلد هذا بكلامه، ويؤلم هذا بصراخه وسبابه، ويؤذي هذا بغيبته، ويفرق بين هذا وذاك بنميمته، إن هذا يكون على شاكلة إبليس لأنها أعمال إبليس.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الجوارح تخاطب اللسان كل صباح فتقول:
(إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ الِّلسَانَ فَتَقُولُ: اتَقِ الله فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) 03)
كل صباح تجتمع أعضاءك وأنت لا تشعر وتحدث اللسان لأن الإنسان لا يؤاخذ إلا بكلمات هذا اللسان، وبأفعال هذه الجوارح وبنيّة القلب والجنان، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا دَارُ الْتِوَاءٍ لاَ دَارُ اسْتِوَاءٍ، وَمَنْزِلُ تَرَحٍ لاَ مَنْزِلُ فَرَحٍ، فَمَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَفْرَحْ لِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَحْزَنْ لِشِدَّةٍ، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى? خَلَقَ الدُّنْيَا دَارَ بَلْوَى?، وَالآخِرَةَ دَارَ عُقْبَى?، فَجَعَلَ بَلْوَى? الدُّنْيَا لِثَوَابِ الآخِرَةِ، وَثَوَابَ الآخِرَةِ مِنْ بَلْوَى? الدُّنْيَا عِوَضاً، فَيَأْخُذُ لِيُعْطِى، وَيَبْتَلِي لِيُجْزِى، فَاحْذَرُوا حَلاَوَةَ رَضَاعِهَا لِمَرَارَةِ فِطَامِهَا، وَاهْجُرُوا لَذِيذَ عَاجِلِهَا لِكَرِيهِ آجِلِهَا، وَلاَ تَسْعَوْا فِي عُمْرَانِ دَارٍ قَدْ قَضَى? اللَّهُ خَرَابَهَا، وَلاَ تُوَاصِلُوهَا وَقَدْ أَرَادَ مِنْكُمْ اجْتِنَابَهَا، فَتَكُونُوا لِسَخَطِهِ مُتَعَرضِينَ، وَلِعُقُوبَتِهِ مُسْتَحِقينَ)(4)[/SIZE]
[SIZE="3"](1)(رواه أحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عمر).
(2)(الزهد الكبير للبيهقي رواية عن ذى النون رضى الله عنه).
(3) (الترمذي وغيره عن أبر سعيد الخدري).
(4)(الديلمي عن ابن عمر رضى الله عنهما).[/SIZE]