التخطيط للمستقبل نوع من التدبير مع الله
ولكن قدر الله نافذ وكيف تخطط وتدبر مع خالقك الذى تولى أمرك لذا عندما يأتى عليك وقت تقول لنفسك انك شاب بلا طموح بلا هدف بلا غاية تعيش يوما بيوم وكانك تعتبر ذلك عيبا ولا تعلم انك تعيش اسعد حياة لانك تركت تدبير أمرك لله وهذا ذكرنى بكتاب قرأته واختصرته لكم
اليكم أخوتى هذة الكلمات مقتبسة من كتاب(التنوير فى اسقاط التدابير)لابن عطاء السكندري لعلنا نفهم اننا لسنا بحاجة الى التدبير ونسير وفقا للمقادير
من الأحاديث الدالة على ترك التدبير ومنازعة المقادير، قال صلى الله عليه وسلم: (أعبد الله بالرضا، فإن لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير).
وقد قال أهل المعرفة: "من لم يُدبِّر دُبِّرَ له".
واعلم أخى أن مقامات اليقين تسعة وهي:
التوبة، والزهد، والصبر، والشكر، والخوف، والرضا، والرجاء، والتوكل، والمحبة.
ولا تصح كل واحدة، من هذه المقامات إلا بإسقاط التدبير مع الله، والاختيار،
مقام التوبة
اعلم أن التائب كما يجب عليه أن يتوب من ذنبه، كذا يجب عليه أن يتوب عن التدبير مع ربه.
مقام الصبر
اعلم ان الصابر من صبر عما لا يحبه الله، ومما لا يحبه الله تعالى التدبير معه والاختيار
والصبر على أقسام:
صبر عن المحرمات.
وصبر عن الواجبات.
وصبر عن التدبيرات والاختيارات.
وان شئت قلت: صبر عن الحظوظ البشرية، وصبر على لوازم العبودية، ومن لوازم العبودية، إسقاط التدبير مع الله تعالى.
مقام التوكل
واعلم أن المتوكل على الله من ألقى قياده إليه، واعتمد في كل أموره عليه، فمن لازم ذلك: عدم التدبير والاستسلام لجريان المقادير.
مقام الرضا
اعلم ان الراضي قد اكتفى بسابق تدبير الله فيه، فكيف يكون مدبرا معه وهو قد رضي بتدبيره؟
مقام الزهد
اعلم انه لا يصح الزهد: إلا بالخروج عن التدبير،
إذ الزهد زهدان: زهد ظاهر جلي، وزهد باطن خفي.
فالظاهر الجلي: الزهد في فضول الحلال، من المأكولات والملبوسات وغير ذلك.
والزهد الخفي: الزهد في الرياسة، وحب الظهور، ومنه الزهد في التدبير مع الله.
مقام الشكر
اعلم انه لايصح الشكر إلا لعبد ترك التدبير مع الله،
اعلم أن التدبير منك لنفسك جهل منك بحسن النظر لها، فإن المؤمن قد علم أنه إذا ترك التدبير مع الله، كان له بحسن التدبير منه، لقوله تعالى:
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
فصار التدبير في إسقاط التدبير، والنظر للنفس ترك النظر لها
اعلم ان القدر لا يجري على حسب تدبيرك، بل أكثر ما يكون ما لا تدبر، وأقل ما يكون ما أنت له مدبر
ولما رأيت القضا جاريا *** بلا شك فيه ولا مرية
توكلت حقا على خالفي *** وألقيت نفسي مع الجرية
فاهتمامك بأمر نفسك وتدبيرك لها منك جهل بالله، بل الأمر كما قال سبحانه:
{وما قدروا الله حق قدره}.
فلو أن العبد عرف ربه، لاستحى أن يدبر معه،
علمك بأنك ملك لله، وليس لك تدبير ما هو لغيرك فما ليس لك ملكه، ليس لك تدبيره.
لا سيما وقد قال سبحانه وتعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة}.
فلا ينبغي لعبد بعد المبايعة، تدبير ولا منازعة، لأن ما بعته وجب عليك تسليمه، وعدم المنازعة فيه، فالتدبير فيه نقض لعقد المبايعة.
(الراحة في الاستسلام إلى الله، وترك التدبير معه، وهو العبودية).
علمك بأنك في ضيافة الله، لأن الدنيا دار الله، وأنت نازل فيها عليه، ومن حق الضيف أن لا يعول هما مع رب المنزل.
نظر العبد إلى قومية الله تعالى في كل شيء) ألم تسمع قوله تعالى: {الله لا اله إلا هو الحي القيوم}.
فهو سبحانه وتعالى قيوم الدنيا والآخرة، قيوم الدنيا بالرزق والعطاء، والآخرة بالأجر والجزاء.
اعلم
أن كل مختارات الشرع، وترتيباته ليس لك منها شيء، وإنما أنت مخاطب أن تخرج عن تدبيرك لنفسك، واختيارك لها، لا عن تدبير الله ورسوله لك، فافهم.
{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين}.
اعلم انه لا ينافي التوكل على الله في أمر الرزق وجود السبب، كما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب). فقد أباح الطلب، ولو كان منافيا لمقام التوكل على الله، لما أباحه لأنه لم يقل إلا تطلبوا، وإنما قال: أجملوا في الطلب. فكأنه قال: إذا طلبتم مجملين، أي كونوا مع الله في الطلب متأدبين واليه مفوضين. فقد أباح صلوات الله عليه وسلامه، وجود الطلب، والطلب من الأسباب، وقد سبق قوله عليه الصلاة والسلام: (أحل ما أكل المرء من كسب يمينه).
حكمة الأخذ بالأسباب
وفي الأسباب فوائد منها:
الفائدة الأولى: أن الحق تعالى، علم ضعف قلوب العباد وقصورهم عن مشاهدة القسمة وعجزهم عن صدق الثقة، فأباح له الأسباب إسناد لقلوبهم، وتثبيتا لنفوسهم، فكان ذلك من فضله عليهم.
الفائدة الثانية: إن في الأسباب صيانة للوجوه عن الابتذال بالسؤال وحفظ لبهجة الإيمان أن تزول بالطب من الخلق فما يعطيك الله من الأسباب فلا منة فيه لمخلوق عليك، إذ لا يمن عليك أحد إن اشترى منك أو استأجرك على عمل شيء، فانه في حظه سعي ونفع نفسه قصد، فالسبب اخذ منه بغير منة.
الفائدة الثالثة: إن في شغل العباد بأسبابهم شغلا عن معصيته، والتفرغ إلى مخالفته، إلا تراهم إذا تطلعت أسبابهم في أعيادهم وغيرها، كيف يتعرف أهل الغفلة لمخالفة الله تعالى؟ وينهمكون في معصية الله فكأن شغلهم بالأسباب زحمة من الله عليهم.
الفائدة الرابعة: إن في الأسباب والقيام بها رحمة بالمتجردين ومنة من الله على المتوجهين لطاعته والمتفرغين لها، ولا قيام لأهل الأسباب فها فكيف كان يصح لصاحب الخلوة خلوته، ولصاحب المجاهدة مجاهدته، فجعل الحق تعالى الأسباب كالخدمة للمتوجهين إليه، المقبلين عليه.
الفائدة الخامسة: إن الحق تعالى أراد من المؤمنين أن يتآلفوا لقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}.
فكانت الأسباب سببا لتعارفهم، وموجبة لتواددهم، ولا ينكر الأسباب إلا جاهل أو عبد عن الله غافل.
ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الله أمرهم بالخروج عن أسبابهم ولكن اقرهم على ما يرضاه الله منها ودعاهم إلى وجود الهدى، والقرآن والسنة محشوان بإثبات الأسباب
حكم الادخار وبيان أقسامه
فاعلم أن الادخار على ثلاثة أقسام: ادخار الظالمين، وادخار المقتصدين، وادخار السابقين.
فأما القسم الأول: فهم المدخرون بخلا واستكثارا، الممسكون مباهاة وافتخارا. فقد استحكمت الغفلة على قلوبهم، واستولى الشره على نفوسهم، فهم لا تفرغ من الدنيا نهمتهم، ولا تتوجه إلى غيرها همتهم، الثابت فقرهم وان كانوا أغنياء، الظاهر ذلهم وان كانوا أعزاء، فهم من الدنيا لا يشبعون وعن طلبهما لا يفترون. تلاعبت بهم الأسباب، وتفرقت بهم الأرباب، أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك الغافلون. لم يبق في قلوبهم متسع لوعي الحكمة واستماع الموعظة، فقل أن ترفع أعمالهم، أو تزكى أحوالهم لان خوف الفقر قد سكن قلوبهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سكن خوف الفقر قلبه، قلما يرفع له عمل).
القسم الثاني:
من أقسام الادخار، ادخار المقتصدين. وهم الذين لم يدخروا استكثارا ولا مباهاة، ولا افتخارا، وإنما علموا من نفوسهم الاضطراب عند الفقر، فعلموا أنهم أن لم يدخروا تشوش عليهم إيمانهم، وتزلزل إيقانهم، فادخروا لضعفهم عن حال المتوكلين، وعلما منهم بعجزهم عن مقام اليقين،
القسم الثالث: بالنسبة إلى الادخار وعدمه: ادخار السابقون.
وهم الذين سبقوا إلى الله ليخلص قلوبهم، مما سواه فلم تعقهم العوائق ولم تشغلهم عن الله العلائق، فسبقوا إلى الله، إذ لا مانع لهم
اللهم اجعلنا من المستسلمين إليك، ومن القائمين بين يديك، أخرجنا من التدبير معك، أو عليك، واجعلنا من المفوضين إليك.
ولكن قدر الله نافذ وكيف تخطط وتدبر مع خالقك الذى تولى أمرك لذا عندما يأتى عليك وقت تقول لنفسك انك شاب بلا طموح بلا هدف بلا غاية تعيش يوما بيوم وكانك تعتبر ذلك عيبا ولا تعلم انك تعيش اسعد حياة لانك تركت تدبير أمرك لله وهذا ذكرنى بكتاب قرأته واختصرته لكم
اليكم أخوتى هذة الكلمات مقتبسة من كتاب(التنوير فى اسقاط التدابير)لابن عطاء السكندري لعلنا نفهم اننا لسنا بحاجة الى التدبير ونسير وفقا للمقادير
من الأحاديث الدالة على ترك التدبير ومنازعة المقادير، قال صلى الله عليه وسلم: (أعبد الله بالرضا، فإن لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير).
وقد قال أهل المعرفة: "من لم يُدبِّر دُبِّرَ له".
واعلم أخى أن مقامات اليقين تسعة وهي:
التوبة، والزهد، والصبر، والشكر، والخوف، والرضا، والرجاء، والتوكل، والمحبة.
ولا تصح كل واحدة، من هذه المقامات إلا بإسقاط التدبير مع الله، والاختيار،
مقام التوبة
اعلم أن التائب كما يجب عليه أن يتوب من ذنبه، كذا يجب عليه أن يتوب عن التدبير مع ربه.
مقام الصبر
اعلم ان الصابر من صبر عما لا يحبه الله، ومما لا يحبه الله تعالى التدبير معه والاختيار
والصبر على أقسام:
صبر عن المحرمات.
وصبر عن الواجبات.
وصبر عن التدبيرات والاختيارات.
وان شئت قلت: صبر عن الحظوظ البشرية، وصبر على لوازم العبودية، ومن لوازم العبودية، إسقاط التدبير مع الله تعالى.
مقام التوكل
واعلم أن المتوكل على الله من ألقى قياده إليه، واعتمد في كل أموره عليه، فمن لازم ذلك: عدم التدبير والاستسلام لجريان المقادير.
مقام الرضا
اعلم ان الراضي قد اكتفى بسابق تدبير الله فيه، فكيف يكون مدبرا معه وهو قد رضي بتدبيره؟
مقام الزهد
اعلم انه لا يصح الزهد: إلا بالخروج عن التدبير،
إذ الزهد زهدان: زهد ظاهر جلي، وزهد باطن خفي.
فالظاهر الجلي: الزهد في فضول الحلال، من المأكولات والملبوسات وغير ذلك.
والزهد الخفي: الزهد في الرياسة، وحب الظهور، ومنه الزهد في التدبير مع الله.
مقام الشكر
اعلم انه لايصح الشكر إلا لعبد ترك التدبير مع الله،
اعلم أن التدبير منك لنفسك جهل منك بحسن النظر لها، فإن المؤمن قد علم أنه إذا ترك التدبير مع الله، كان له بحسن التدبير منه، لقوله تعالى:
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
فصار التدبير في إسقاط التدبير، والنظر للنفس ترك النظر لها
اعلم ان القدر لا يجري على حسب تدبيرك، بل أكثر ما يكون ما لا تدبر، وأقل ما يكون ما أنت له مدبر
ولما رأيت القضا جاريا *** بلا شك فيه ولا مرية
توكلت حقا على خالفي *** وألقيت نفسي مع الجرية
فاهتمامك بأمر نفسك وتدبيرك لها منك جهل بالله، بل الأمر كما قال سبحانه:
{وما قدروا الله حق قدره}.
فلو أن العبد عرف ربه، لاستحى أن يدبر معه،
علمك بأنك ملك لله، وليس لك تدبير ما هو لغيرك فما ليس لك ملكه، ليس لك تدبيره.
لا سيما وقد قال سبحانه وتعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة}.
فلا ينبغي لعبد بعد المبايعة، تدبير ولا منازعة، لأن ما بعته وجب عليك تسليمه، وعدم المنازعة فيه، فالتدبير فيه نقض لعقد المبايعة.
(الراحة في الاستسلام إلى الله، وترك التدبير معه، وهو العبودية).
علمك بأنك في ضيافة الله، لأن الدنيا دار الله، وأنت نازل فيها عليه، ومن حق الضيف أن لا يعول هما مع رب المنزل.
نظر العبد إلى قومية الله تعالى في كل شيء) ألم تسمع قوله تعالى: {الله لا اله إلا هو الحي القيوم}.
فهو سبحانه وتعالى قيوم الدنيا والآخرة، قيوم الدنيا بالرزق والعطاء، والآخرة بالأجر والجزاء.
اعلم
أن كل مختارات الشرع، وترتيباته ليس لك منها شيء، وإنما أنت مخاطب أن تخرج عن تدبيرك لنفسك، واختيارك لها، لا عن تدبير الله ورسوله لك، فافهم.
{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين}.
اعلم انه لا ينافي التوكل على الله في أمر الرزق وجود السبب، كما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب). فقد أباح الطلب، ولو كان منافيا لمقام التوكل على الله، لما أباحه لأنه لم يقل إلا تطلبوا، وإنما قال: أجملوا في الطلب. فكأنه قال: إذا طلبتم مجملين، أي كونوا مع الله في الطلب متأدبين واليه مفوضين. فقد أباح صلوات الله عليه وسلامه، وجود الطلب، والطلب من الأسباب، وقد سبق قوله عليه الصلاة والسلام: (أحل ما أكل المرء من كسب يمينه).
حكمة الأخذ بالأسباب
وفي الأسباب فوائد منها:
الفائدة الأولى: أن الحق تعالى، علم ضعف قلوب العباد وقصورهم عن مشاهدة القسمة وعجزهم عن صدق الثقة، فأباح له الأسباب إسناد لقلوبهم، وتثبيتا لنفوسهم، فكان ذلك من فضله عليهم.
الفائدة الثانية: إن في الأسباب صيانة للوجوه عن الابتذال بالسؤال وحفظ لبهجة الإيمان أن تزول بالطب من الخلق فما يعطيك الله من الأسباب فلا منة فيه لمخلوق عليك، إذ لا يمن عليك أحد إن اشترى منك أو استأجرك على عمل شيء، فانه في حظه سعي ونفع نفسه قصد، فالسبب اخذ منه بغير منة.
الفائدة الثالثة: إن في شغل العباد بأسبابهم شغلا عن معصيته، والتفرغ إلى مخالفته، إلا تراهم إذا تطلعت أسبابهم في أعيادهم وغيرها، كيف يتعرف أهل الغفلة لمخالفة الله تعالى؟ وينهمكون في معصية الله فكأن شغلهم بالأسباب زحمة من الله عليهم.
الفائدة الرابعة: إن في الأسباب والقيام بها رحمة بالمتجردين ومنة من الله على المتوجهين لطاعته والمتفرغين لها، ولا قيام لأهل الأسباب فها فكيف كان يصح لصاحب الخلوة خلوته، ولصاحب المجاهدة مجاهدته، فجعل الحق تعالى الأسباب كالخدمة للمتوجهين إليه، المقبلين عليه.
الفائدة الخامسة: إن الحق تعالى أراد من المؤمنين أن يتآلفوا لقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}.
فكانت الأسباب سببا لتعارفهم، وموجبة لتواددهم، ولا ينكر الأسباب إلا جاهل أو عبد عن الله غافل.
ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الله أمرهم بالخروج عن أسبابهم ولكن اقرهم على ما يرضاه الله منها ودعاهم إلى وجود الهدى، والقرآن والسنة محشوان بإثبات الأسباب
حكم الادخار وبيان أقسامه
فاعلم أن الادخار على ثلاثة أقسام: ادخار الظالمين، وادخار المقتصدين، وادخار السابقين.
فأما القسم الأول: فهم المدخرون بخلا واستكثارا، الممسكون مباهاة وافتخارا. فقد استحكمت الغفلة على قلوبهم، واستولى الشره على نفوسهم، فهم لا تفرغ من الدنيا نهمتهم، ولا تتوجه إلى غيرها همتهم، الثابت فقرهم وان كانوا أغنياء، الظاهر ذلهم وان كانوا أعزاء، فهم من الدنيا لا يشبعون وعن طلبهما لا يفترون. تلاعبت بهم الأسباب، وتفرقت بهم الأرباب، أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك الغافلون. لم يبق في قلوبهم متسع لوعي الحكمة واستماع الموعظة، فقل أن ترفع أعمالهم، أو تزكى أحوالهم لان خوف الفقر قد سكن قلوبهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سكن خوف الفقر قلبه، قلما يرفع له عمل).
القسم الثاني:
من أقسام الادخار، ادخار المقتصدين. وهم الذين لم يدخروا استكثارا ولا مباهاة، ولا افتخارا، وإنما علموا من نفوسهم الاضطراب عند الفقر، فعلموا أنهم أن لم يدخروا تشوش عليهم إيمانهم، وتزلزل إيقانهم، فادخروا لضعفهم عن حال المتوكلين، وعلما منهم بعجزهم عن مقام اليقين،
القسم الثالث: بالنسبة إلى الادخار وعدمه: ادخار السابقون.
وهم الذين سبقوا إلى الله ليخلص قلوبهم، مما سواه فلم تعقهم العوائق ولم تشغلهم عن الله العلائق، فسبقوا إلى الله، إذ لا مانع لهم
اللهم اجعلنا من المستسلمين إليك، ومن القائمين بين يديك، أخرجنا من التدبير معك، أو عليك، واجعلنا من المفوضين إليك.