ذكر أن ملك كان متزوج من اربع نساء و كان يحب الرابعة حبا جنونيا و يعمل كل ما في وسعه لإرضائها.
مرض الملك و شعر باقتراب أجله ففكر و قال : أنا الآن لدي 4 زوجات و لا أريد أن أذهب إلى القبر وحدي.
فسأل زوجته الرابعة : أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل
رغباتك و طلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟ فقالت
: (مستحيل) و انصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطف معه.
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها : أحببتك طيلة حياتي فهل ترافقيني
في قبري ؟ فقالت : بالطبع لا الحياة جميلة و عند موتك سأذهب و أتزوج
من غيرك.
فأحضر الزوجة الثانية و قال لها : كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق و
طالما ضحيت من أجلي و ساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟ فقالت :
سامحني لا أستطيع تلبية طلبك و لكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن
أوصلك إلى قبرك.
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات و إذا بصوت يأتي من
بعيد و يقول : أنا أرافقك في قبرك... أنا سأكون معك أينما
تذهب..
فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى و هي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة
بسبب إهماله لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته و قال
:كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين و لو عاد بي الزمان
لكنت أنت أكثر من أهتم بها من زوجاتي الأربعة.
************************************************** ***********************************************
في الحقيقة أحبائي الكرام كلنا لدينا 4 زوجات.
الرابعة : الجسد. مهما اعتنينا بأجسادنا و أشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت.
الثالثة : الأموال والممتلكات. عند موتنا ستتركنا و تذهب لأشخاص آخرين.
الثانية : الأهل و الأصدقاء. مهما بلغت تضحياتهم لنا في
حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا الأولى.
العمل الصالح : ننشغل عن تغذيته و الاعتناء به على حساب شهواتنا و
أموالنا و أصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في
قبورنا
........ يا ترى إذا تمثل لك عملك اليوم على هيئة إنسان ... كيف يكون
شكله وهيئته ؟؟؟...هزيل - ضعيف - مهمل ؟ أم قوي - مدرب - معتنى به.