كلكم مسئول عن حماية الوطن
كلكم مسئول عن حماية الوطن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا مثيل له، أوجد
العالم من العدم إلى الوجود، سبحانه عز وجل، كان قبل المكان بلا مكان وهو
الآن على ما عليه كان.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وحبيبه، بلغ الرسالة
وأدى الأمانة ونصح الأمة، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه،
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا أبا القاسم يا أبا الزهراء، يا حبيب قلبي،
يا محمد ضاقت حيلتنا وأنت وسيلتنا، أدركنا يا رسول الله، أدركنا يا حبيب
الله.
أما بعد، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم
القائل في محكم كتابه: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما
قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (سورة الحشر/1
وأوصيكم بالتزام تعاليم الحبيب المصطفى الذي قال: "كلكم راع
وكلكم مسئول عن رعيته"، لنقف عند هذا الكلام الصادر عن سيد الأولين
والآخرين، الكلام الذي فيه إرشاد لنا ونصيحة بحسن العمل وبتحمل المسئولية،
فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته،
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، فكلكم راع ومسئول عن
رعيته.
إن الإنسان لم يخلق في هذه الدنيا عبثا، لقد خلقنا الله وأمرنا
بعبادته، وأمرنا بالثبات على الإيمان حتى الممات، قال تعالى: "واعبد ربك
حتى يأتيك اليقين".
فليتحمل كل واحد منا المسئولية الملقاة على عاتقه في جميع المجالات، على صعيد الأسرة والمجتمع، وعلى صعيد الوطن.
كل واحد منا قادر بإذن الله أن يكون فردا نافعا لأسرته ومجتمعه ووطنه.
إن الوطن أيها الإخوة عزيز على قلوبنا، وحماية الوطن لا تقع على
شخص واحد أو مؤسسة واحدة، فلا الجيش وحده يكفي لحماية الوطن، ولا الأمن
الداخلي وحده يكفي لحماية الوطن، فحماية الوطن تحصل بتعاون المؤسسات مع
المواطنين، مع الشعب الذي يبني الوطن والذي يحميه ويدافع عنه ويرد عنه
المكائد والمؤامرات وشرور الأعداء.
هذه الأرض من نعم الله علينا، هذه الأرض التي جعلها الله لنا
مهادا، وجعل لنا فيها الجبال أوتادا، وجعل لنا فيها البحار والأنهار
والسهول، وأنزل علينا الأمطار لينبت الزرع، ويأكل الناس من ثمارها ومما
أحل الله لهم من المواشي التي عليها، ويستفيدوا من لحومها وعظمها وصوفها.
فإن كنت حريصا على أرضك، وإن كنت متشبثا متمسكا بهذه النعمة
التي أنعم الله بها عليك، حافظ على وطنك، وليكن نظرك واسعا، وليكن قلبك
حاضرا، وليكن وعيك تاما، فأنت قبطان السفينة في بيتك، وإن كنت صاحب عمل
أنت قبطان السفينة في عملك، وإن كنت معلما أو مديرا في مدرسة فأنت قبطان
السفينة في الصف أو المدرسة.
وحتى عندما تكون في الشارع هناك مسئولية عليك الالتزام بها، هي مسئولية الالتزام بالشرع فلا ترتكب ما حرم الله.
إن هذه الأيام مليئة بالرياح والعواصف فتنبهوا أيها الإخوة من
الرياح التي تهب علينا يمينا أو شمالا، ولا تنجرفوا مع الرياح العاتية
التي تدمر، وتنبهوا من الفتن، وتنبهوا مما يحاك ضد مصلحة مجتمعنا ووطننا.
هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم وبالثبات على نهج رسول الله محمد الصادق الوعد الأمين.
واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم، أمركم بالصلاة والسلام على
نبيه الكريم فقال: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين
ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا
محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا
محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا
إبراهيم إنك حميد مجيد، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن
زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات
حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.
اللهم إنا دعوناك فبجاه محمد استجب لنا دعاءنا، اللهم بجاه محمد
اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار، اللهم بجاه محمد اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين،
اللهم بجاه محمد استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما
نتخوف.
.