يشهد النصف الأخير من مسابقة الدوري الممتاز وبالتحديد في الجولة الـ21
قمة حقيقية طال انتظارها منذ ما يقرب من السنوات الخمس ويترقبها جمهور
أربعة فرق بين الإسماعيلي والزمالك العائد.
وسيكون استاد الإسماعيلية مسرحا لتلك المواجهة النارية التي ستقول
كلمتها فيما سيتسمر في سباق المقدمة أو الذي سيخرج منها خاصة انه لم يبق
علي الدوري سوي تسعة أسابيع بخلاف الأسبوع الحادي والعشرين.
وتترقب جماهير الإسماعيلي أولا باعتباره صاحب الأرض، والزمالك العائد
إلي الحياة بعد فترة مرض دامت خمس سنوات وأكثر، والأهلي صاحب القمة التي
بدأت تهتز تحت أقدام لاعبيه، وأخيرا بتروجيت المتراجع والذي قرر ترك
الساحة للزمالك والإسماعيلي.
فوز الزمالك علي الإسماعيلي
سيعطي فوز الزمالك علي الإسماعيلي دفعة هائلة للفريق إذا ما تحقق خاصة
إن المباراة في الإسماعيلية، ويتقاسم الفريقان المركز الثاني بنفس الرصيد
من النقاط (36)، وان كان الزمالك يتفوق بهدف.
لذا فالصراع ليس علي المركز الثاني فحسب، بل في ضرب أكثر من عصفور بحجر
واحد، أولها الاستمرار في الضغط علي الأهلي، وثانيها إبعاد احد المنافسين
عن هذا المركز، فالمباراة بمثابة الست نقاط وليست ثلاث بعد أن يكون الرصيد
قد تحرك إلي 39 نقطة، وتوقف رصيد الدراويش عند 36.
وسيمنح فوز الزمالك الأفضلية له في مواصلة مشواره الناجح نحو منافسة
الأهلي بقوة، حيث سيتواجه الفريقان في الجولة 27 - أي قبل نهاية البطولة
بثلاثة أسابيع - وسيملك الزمالك حينها فرصة كبيرة استغلالا للحالة
المعنوية العالية التي عليها لاعبيه إذا ما استمروا في ملاحقة الأهلي.
فوز الإسماعيلي علي الزمالك
في المقابل، يعطي فوز الإسماعيلي علي الزمالك فرصة لن تتكرر لصاحب
الأرض والجمهور لاستغلال الحالة التي ارتفع في الفترة الأخيرة والعبور من
عقبة الفريق الذي يهدد منافسته المعتادة للأهلي في السنوات الأخيرة.
وسيكون نفس الحال إذا ما رفع الدراويش رصيدهم من النقاط إلي 39 في
انتظار تعثر الأهلي الذي سيستضيف الإسماعيلي في الجولة التالية لمباراة
الأهلي والزمالك (المرحلة 28) أي إن الجولتين 27 و28 ستصلان إلي ذروة
اشتعال بطولة الدوري.
وفي حال فوز الإسماعيلي علي الزمالك ثم الأهلي، ستكون له الكلمة العليا
في تحديد هوية المتنافسين علي درع الدوري مع الوضع في الاعتبار إن
الإسماعيلي سبق وحقق نفس المعادلة الموسم الماضي ووصل مع الأهلي لمباراة
فاصلة ولكنه خسرها.
الأهلي ينتظر تعادل الإسماعيلي والزمالك
وينتظر حامل لقب البطولة لخمس سنوات متتالية أن يأتي التعثر للفريقين
وهذا شيء غير مألوف، إذا دائما ما يتعثر فريق واحد لحساب فريق آخر، ولكن
تلك المرة قد يتعادل الإسماعيلي والزمالك وتعود الأمور كما كانت ويزيد
الفارق للأهلي إذا ما عبر عقبة بترول أسيوط بأسيوط.
وحينها سيرتفع الفارق بين الأهلي (43 نقطة) إذا ما فاز علي البترول
وتعادل فريقا الزمالك والإسماعيلي (36 نقطة)، سيرتفع إلي تسع نقاط وهو ما
سيشكل بعض الهدوء في مباريات الأهلي القادمة، في مقابل لن يملك الزمالك
والإسماعيلي سوي الفوز علي الأهلي وانتظار مجيء الفرج علي أقدام لاعبي
الفرق الأخرى التي ستواجه حامل اللقب.
ويري الكثير من المتابعين أن مباريات الأهلي القادمة ستكون أسهل نسبيا
من مباريات الإسماعيلي والزمالك لكونها ستلعب علي أرضه، إلا إن الواقع
يقول عكس ذلك، حيث يملك الأهلي مباريات أمام انبي وبتروجيت والزمالك
والإسماعيلي والإنتاج الحربي بالقاهرة، والجونة وبترول أسيوط - الذي يجاهد
من اجل البقاء - خارج الأرض.
بتروجيت ينتظر من بعيد
ولم يخرج بتروجيت من المنافسة علي اللقب حتى بداية تلك الجولة، وعلي
الرغم من هزيمته في المرحلتين السابقتين، إلا انه لم مازال يملك الأفضلية
في السباق، فرصيده حاليا 35 نقطة ولا يفصله عن المركز الثاني سوي نقطة
واحدة، لذا سيؤدي أيضا تعادل الإسماعيلي والزمالك وفوز بتروجيت علي غزل
المحلة إلي عودته للمركز الثاني.
أما في حالة فوز احد الفريقين علي الآخر، فسيعبر بتروجيت إذا فاز علي
المحلة إلي المركز الثالث ويبعد الفريق الخاسر إلي المركز الرابع المهدد
أيضا من الإنتاج الحربي المتربص للدخول في المربع الذهبي.
وسيتوجه بتروجيت إلي القاهرة لخوض مباراة أمام الأهلي في الجولة
الرابعة والعشرين، ولا سوي الفوز بها من اجل استمراره في مقعده إذا ما فاز
في لقاءاته التي تسبق هذه المباراة بجانب تعثر الزمالك والإسماعيلي أو
احدهما.
يبقي الإشارة إلي إن الأهلي والزمالك والإسماعيلي سيستفيد كل فريق منهم
بسقوط الآخر أو تعثره ليس في مبارياتهم أمام الفرق الأخرى، بل سيستفيد
فريق واحد من اصطدام الفريقان الآخران.