من فضائل الذكر
الحمد لله رب
العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن للمجالس الخيرية (
مجالس الذكر )، فضائل عظيمة ذكرت في أحاديث صحيحة حرصت على جمع ما تيسّر منها مع
سياق مصادرها لكي يسهل الرجوع إليها، والهدف من ذكر هذه الفضائل الواردة في مجالس
الذكر هو الترغيب في الحضور إلى تلك المجالس المباركة والتي هي للرجال والنساء
معاً، والدعوة إلى المشاركة والمساهمة فيها بدرس أو بغيره، من الأمور الطيبة كإهداء
الأشرطة النافعة، والمطويات الجيدة، والكتيبات المفيدة، ونحو ذلك، أو على الأقل
الحضور للاستماع للذكر لكي ينال السامع الأجر والفائدة، وفضائل مجالس الذكر كثيرة
من ضمنها ما يلي:
1- نزول السكينة:
يقول الإمام النووي
رحمه الله:"قيل: المراد بالسكينة هنا الرحمة، وقيل الطمأنينة والوقار هو
أحسن، [صحيح مسلم بشرح النووي 17189ٍ]، والله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُواْ
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
2- غشيان الرحمة من
الله تعالى على الحاضرين، أي: نزولها عليهم.
3- إحفاف الملائكة
للجالسين فيها.
4- يذكرهم الله فيمن
عنده، وهم أهل السماء الدنيا.
وقد ذكرت هذه الفضائل
الأربعة في قوله صلى الله عليه وسلم: « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون
كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم
الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده » [رواه مسلم(2699)]، وفي حديث آخر: «لا يقعد قوم
يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة،
وذكرهم الله فيمن عنده » [أخرجه مسلم(2700)]، وهذا الحديث والذي قبله أحاديث عامة
تشمل الاجتماع في المسجد وفي غيره [راجع صحيح مسلم بشرح النووي 17/189].
5- يباهي الله ـ جل
وتعالى ـ بالحاضرين الملائكة:
عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال: خرج معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على حلقة في المسجد،
فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا:
والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي
من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج على حلقة من أصحابه فقال: «ما أجلسكم؟ » قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على
ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟» قالوا: والله ما
أجلسنا إلا ذاك، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني
أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة» [رواه مسلم (2701)]. يقول الإمام النووي رحمه
الله تعالى في شرحه لهذا الحديث: ( قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل يباهي
بكم الملائكة » : معناه يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم، وأصل
البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهي بماله أي يفخر ويتجمّل بهم على غيرهم ويظهر
حسنهم )[ صحيح مسلم بشرح النووي(17190)].
6- مغفرة الذنوب
وتبديل السيئات حسنات:
ففي الحديث الصحيح
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون في الطريق
يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال:
فيحفوهم بأجنحتهم الى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل ـ وهو أعلم منهم ـ:
ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل
رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون:
لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما
يسألوني؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة، قال: فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا
رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها، فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً
وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال: فيقولون: من النار، قال:
يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: فكيف لو رأوها؟
فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد منها مخافة. قال: فيقول: أشهدكم أني
قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال:
هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم » [رواه البخاري(6408)، ومسلم(2689) بلفظ غير هذا
اللفظ المذكور]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون
حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات » [والحديث في
السلسلة الصحيحة(2210)]. وأما الذين يجلسون في مجلس لا يذكرون الله ولا يصلون على
النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيهم: «ما اجتمع قوم
ـ ثم ـ تفرقوا عن غير ذكر الله، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن
أنتن من جيفة » [أخرجه الطيالسي وغيره، وصححه الإمام الألباني في صحيح
الجامع(5506)]. وفي رواية: «إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار » [أخرجه الإمام أحمد،
وصححه الألباني في صحيح الجامع(5508)، وقال صلى الله عليه وسلم عن مجلس القوم
الذين لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي فيه: «وكان ذلك المجلس عليهم حسرة »
[نفس التخريج السابق برقم(5508)]، وقال أيضاً: «إلا كان مجلسهم ترة ـ أي حسرة
وندامة ـ عليهم يوم القيامة » [أخرجه الإمام أحمد، وابن حبان، وصححه الألباني في
صحيح الجامع(5510)]، وفي رواية: «إلا كان عليهم ترة » [أخرجه الترمذي وابن ماجه،
وصححه الألباني في صحيح الجامع(5507)].
منقول
الحمد لله رب
العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن للمجالس الخيرية (
مجالس الذكر )، فضائل عظيمة ذكرت في أحاديث صحيحة حرصت على جمع ما تيسّر منها مع
سياق مصادرها لكي يسهل الرجوع إليها، والهدف من ذكر هذه الفضائل الواردة في مجالس
الذكر هو الترغيب في الحضور إلى تلك المجالس المباركة والتي هي للرجال والنساء
معاً، والدعوة إلى المشاركة والمساهمة فيها بدرس أو بغيره، من الأمور الطيبة كإهداء
الأشرطة النافعة، والمطويات الجيدة، والكتيبات المفيدة، ونحو ذلك، أو على الأقل
الحضور للاستماع للذكر لكي ينال السامع الأجر والفائدة، وفضائل مجالس الذكر كثيرة
من ضمنها ما يلي:
1- نزول السكينة:
يقول الإمام النووي
رحمه الله:"قيل: المراد بالسكينة هنا الرحمة، وقيل الطمأنينة والوقار هو
أحسن، [صحيح مسلم بشرح النووي 17189ٍ]، والله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُواْ
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
2- غشيان الرحمة من
الله تعالى على الحاضرين، أي: نزولها عليهم.
3- إحفاف الملائكة
للجالسين فيها.
4- يذكرهم الله فيمن
عنده، وهم أهل السماء الدنيا.
وقد ذكرت هذه الفضائل
الأربعة في قوله صلى الله عليه وسلم: « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون
كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم
الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده » [رواه مسلم(2699)]، وفي حديث آخر: «لا يقعد قوم
يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة،
وذكرهم الله فيمن عنده » [أخرجه مسلم(2700)]، وهذا الحديث والذي قبله أحاديث عامة
تشمل الاجتماع في المسجد وفي غيره [راجع صحيح مسلم بشرح النووي 17/189].
5- يباهي الله ـ جل
وتعالى ـ بالحاضرين الملائكة:
عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال: خرج معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على حلقة في المسجد،
فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا:
والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي
من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج على حلقة من أصحابه فقال: «ما أجلسكم؟ » قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على
ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟» قالوا: والله ما
أجلسنا إلا ذاك، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني
أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة» [رواه مسلم (2701)]. يقول الإمام النووي رحمه
الله تعالى في شرحه لهذا الحديث: ( قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل يباهي
بكم الملائكة » : معناه يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم، وأصل
البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهي بماله أي يفخر ويتجمّل بهم على غيرهم ويظهر
حسنهم )[ صحيح مسلم بشرح النووي(17190)].
6- مغفرة الذنوب
وتبديل السيئات حسنات:
ففي الحديث الصحيح
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون في الطريق
يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال:
فيحفوهم بأجنحتهم الى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل ـ وهو أعلم منهم ـ:
ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل
رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون:
لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما
يسألوني؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة، قال: فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا
رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها، فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً
وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال: فيقولون: من النار، قال:
يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: فكيف لو رأوها؟
فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد منها مخافة. قال: فيقول: أشهدكم أني
قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال:
هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم » [رواه البخاري(6408)، ومسلم(2689) بلفظ غير هذا
اللفظ المذكور]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون
حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات » [والحديث في
السلسلة الصحيحة(2210)]. وأما الذين يجلسون في مجلس لا يذكرون الله ولا يصلون على
النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيهم: «ما اجتمع قوم
ـ ثم ـ تفرقوا عن غير ذكر الله، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن
أنتن من جيفة » [أخرجه الطيالسي وغيره، وصححه الإمام الألباني في صحيح
الجامع(5506)]. وفي رواية: «إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار » [أخرجه الإمام أحمد،
وصححه الألباني في صحيح الجامع(5508)، وقال صلى الله عليه وسلم عن مجلس القوم
الذين لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي فيه: «وكان ذلك المجلس عليهم حسرة »
[نفس التخريج السابق برقم(5508)]، وقال أيضاً: «إلا كان مجلسهم ترة ـ أي حسرة
وندامة ـ عليهم يوم القيامة » [أخرجه الإمام أحمد، وابن حبان، وصححه الألباني في
صحيح الجامع(5510)]، وفي رواية: «إلا كان عليهم ترة » [أخرجه الترمذي وابن ماجه،
وصححه الألباني في صحيح الجامع(5507)].
منقول