انظر
حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع الكفار وحال الكفار مع الرسول
يقول العزيز الكريم
فى كتابه الحكيم
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ
عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)
(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا
يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
يقول المفسرون فى
تفسير الايات الكريمات
يقول ابن كثير
يقول
تعالى
مسليًا رسوله صلى
الله عليه وسلم في حزنه على المشركين، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه، كما قال تعالى: { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ
عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ
} [فاطر:8]، وقال { وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [النحل:127]، وقال
{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } ]الشعراء:3]
باخع: أي مهلك نفسك
بحزنك عليهم؛ ولهذا
قال { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ }
يعني: القرآن { أَسَفًا } يقول: لا تهلك نفسك أسفًا.
قال قتادة: قَاتِل نَفْسَكَ غضبًا وحزنًا عليهم. وقال مجاهد: جزعًا.
والمعنى متقارب،
أي: لا تأسف عليهم، بل أبلغهم رسالة الله، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، فلا تذهب
نفسك عليهم حسرات.
الطبرى
يعني تعالى ذكره
بذلك: فلعلك يا محمد
قاتلٌ نفسك ومهلكها على آثار قومك الذين قالوا لك( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ
الأرْضِ يَنْبُوعًا ) تمردا منهم على ربهم،
إن هم لم يؤمنوا بهذا الكتاب الذي أنزلته عليك، فيصدقوا بأنه من عند الله حزنا وتلهفا ووجدا،
بإدبارهم عنك، وإعراضهم عما أتيتهم به وتركهم الإيمان بك. يقال منه: بخع فلان نفسه يبخعها بخعا وبخوع. انتهى
انظروا الى نبى
الرحمة وإلى حزنه على تولى الكفار وعدم ايمانهم وكفرهم وشدة حزنه الى أن أمره ربه
ألا يقتل نفسه من الحزن عليهم
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
انظر اليهم والى
افعالهم على مدى العصور والازمان
ايام النبى يسبونه
ويضربونه ويلقون القاذورات على جسده الشريف وهو يصلى
قال تعالى واصفا
الكفار
(وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا
آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)
(ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا
مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ)
(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ
مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)
وقال رسول الله
عندما كان الكفار يقولون عليه مذمما بدلا من محمدا
ألا
تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد (البخارى)
وانظر ماذا فعلوا
به وهو يصلى
بينما رسول الله صلى
الله عليه
وسلم قائم يصلي عند
الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى
فرثها ودمها
وسلاها فيجيء به ثم
يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاهم فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه وثبت النبي
صلى الله
عليه وسلم ساجدا
فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك
...(البخارى)
وهاهم الان يسبونه
ويشتمونه ويرسمونه بسخرية واستهزاء
وهو عليه الصلاة
والسلام يكاد الحزن يجعل قلبه منفطرا على حالهم وعدم ايمانهم
من
يسمع حال النبى وحالهم لا يستطيع ان يمنع دموعه من النزول من شدة رحمته
وشدة اعراضهم
يا حبيبى يا رسول
الله
اللهم ان لم يكن بك
غضب علينا فلا نبالى
اللهم ارفع مقتك
وغضبك عنا
اللهم ارفع رايه
الجهاد حتى يعلم القوم ان للنبى اتباع رجال يدافعون عنه وينصرونه
وقد نصرة الله من
قبل
إِلَّا تَنْصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ