سورة البينة
بصوت المنشاوي
بصوت المنشاوي
تفسير سورة البينة من كتاب صفوة التفاسير
سورة البينة وتسمى (سورة لم يكن) مدنية وهى تعالج القضايا الاتية:
1- موقف اهل الكتاب من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
2- موضوع اخلاص العبادة لله جل وعلا.
3- مصير كل من السعداء والاشقياء فى الاخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
(لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة
رسول من الله يتلو صحفا مكرما فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب
الا من بعد ما جاءتهم البينة وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ان الذين كفروا من
اهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها اؤلئك هم شر البرية ان
الذين امنوا وعملوا الصالحات اؤلئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات
عدن تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك
لمن خشى ربه)
منفكين: منتهين زائلين.
البينة: الحجة الواضحة.
مطهرة: منزهة عن الباطل والشبهات.
قيمة: مستقيمة عادلة.
حنفاء: مائلين عن الباطل الى الدين الحق.
البرية: الخلق.
(لم يكن الذين كفروا): اى لم يكن اهل الكفر والجحود الذين كفروا بالله ورسوله.
(من اهل الكتاب والمشركين): اى من اليهود والنصارى اهل الكتاب ومن المشركين عبدة الاوثان والاصنام.
(منفكين حتى تاتيهم البينة): اى منفصلين ومنتهين عما هم عليه من الكفر حتى تاتيهم الحجة الواضحة وهى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
(رسول من الله): اى هذه البينة هى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى.
(يتلو صحفا مطهرة): اى يقرأ عليهم صحفا منزهة عن الباطل عن ظهر قلب لا عن كتاب لان النبى صلى الله عليه وسلم أمى لا يقرأ و لايكتب.
(فيها كتب قيمة): اى فيها احكام قيمة لاعوج فيها تبين الحق من الباطل.
(وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة): اى وما اختلف
اليهود والنصارى فى شأن محمد صلى الله عليه وسلم الا من بعد ما جاءتهم
الحجة الواضحة الدالة على صدق رسالته وانه الرسول الموعود به فى كتبهم.
والاية مسوقة لغاية التشنيع على اهل الكتاب خاصة تغليظ جناياتهم بيبان ان
تفرقهم لم يكن الا بعد وضوح الحق وتبين الحال وانقطاع الاعذار بالكلية.
وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين): اى والحال انهم ما امروا فى
التوراة والانجيل الا بأن يعبدوا الله وحده مخلصين العبادة لله عز وجل
ولكنهم حرفوا وبدلوا فعبدوا احبارهم ورهبانهم.
(حنفاء): اى مائلين عن الاديان كلها الى دين الاسلام مستقيمين على دين ابراهيم دين الحنيفية السمحة الذى جاء به خاتم المرسلين.
(ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة): اى وأمروا بأن يؤدوا الصلاة على الوجه
الاكمل فى اوقاتها بشروطها وخشوعها وادابها ويعطوا الزكاة لمستحقيها عن
طيب نفس وقد خص الصلاة والزكاة لشرفهما.
(وذلك دين القيمة): اى وذلك الذكور من العبادة والاخلاص واقام الصلاة وايتاء الزكاة هو دين الاسلام .زفلماذا لايدخلون فيه؟
(ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها): اى ان
الذين كذبوا بالقران وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى
وعبدة الاوثان فى نار جهنم ماكثين فيها ابدا لايخرجون منها ولايموتون.
(اؤلئك هم شر البرية):اى اؤلئك هم شر الخلق على الاطلاق.
ذكر كفروا بلفظ الفعل والمشركين باسم الفاعل تنبيها على ان اهل الكتاب ما
كانوا كافرين من اول الامر لانهم كانوا مصدقين بالتوراة والانجيل ومقرين
بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم بخلاف المشركين فانهم ولدوا على عبادة
الاوثان وانكار الحشر والقيامة.
(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات): اى ان المؤمنين الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح.
(اؤلئك هم خير البرية):اى هم خير الخليقة التى خلقها الله.
(جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الانهار): اى ثوابهم فى الاخرة
على ما قدموا من الايمان والاعمال الصالحة جنات اقامة تجرى من تحت قصورها
انهار الجنة.
(خالدين فيها ابدا): اى ماكثين فيها ابدا لايموتون ولا يخرجون منها وهم فى نعيم دائم لاينقطع.
(رضى الله عنهم ورضوا عنه): اى رضى الله عنهم بما قدموا فى الدنيا من الطاعات وفعل الصالحات ورضوا بما اعطاهم من الخيرات والكرامات.
(ذلك لمن خشى ربه): اى ذلك الجزاء والثواب الحسن لمن خاف الله واتقاه وانتهى عن معصية مولاه.