س: إنت بتصلي يا أستاذنا؟
ج: طبعا .. بس ممكن يعني فرض أو اتنين قضا كل يومين ولا حاجة .. العادي يعني
عفوا أخي العزيز، فليس هذا هو العادي
س: بتشرب كام سيجارة في اليوم يابو الشباب؟
ج: لا مش كتير الحمد لله .. مش باكمل علبة .. العادي يعني
عفوا يا صديقي، فليس هذا هو العادي!
س: بتحطي ماكياج وانتي خارجة يا مدام؟
ج: خفيف خالص .. مش over والله .. العادي يعني
عفوا أختي العزيزة، فليس هذا هو العادي
س: إيه يا شباب؟ بتشتموا بعض بالأم والأب ليه؟ بتتخانقوا؟
ج: لا ده هزار .. إحنا صحاب من زمان وواخدين على بعض .. ده العادي
عفوا يا أصدقائي، فليس هذا هو العادي
س: إنت بتشرب حشيش يا كابتن؟
ج: ممكن سيجارة كدة كل فترة .. العادي يعني
عفوا يا صديقي، فليس هذا هو العادي!!
س: إنتي لابسة طرحة ولبسك ضيق أوي يا مدموازيل
ج: أنا أعتبر محتشمة مش محجبة .. زي معظم البنات .. العادي يعني
عفوا أختي العزيزة، فليس هذا هو العادي
س: إنت بتاخد فلوس مش من حقك يا سيادة الموظف
ج: يا سيدي ما كله ماشي كدة .. ده العادي
عفوا سيدي، فليس هذا هو العادي
*****************
ده العادي .. ده الطبيعي .. كل الناس بتعمل كدة، وزيي زي غيري.
قالوا: هذه الأمور - وغيرها الكثير - هي التي يفعلها معظم أقراننا فلا غرابة في أن نفعلها.
ونسوا أنه لا يصح إلا الصحيح.
ونسوا أن الحق أحق أن يتبع.
إن "تطبيع" ما هو غير طبيعي ووضعه في خانة "العادي" هو من أشد الأمور خطورة على مجتمعنا المصري.
فحين يجتمع الغالبية على خطأ ما، ثم نجد مَن يأتي ليصفه بأنه أمرا عاديا استنادا لشيوعه، سينشأ حينها بين العامة صنفان من البشر:
أولهما شذ عن السلوك القويم فاجتهد ليقنن هذا الخطأ ويجعله متوافقا في ظاهره مع الثوابت غير القابلة للتفاوض والجدال،
والثاني شذ عن العامة فتظاهر بالملائكية وتبنَّى فكرا دخيلا على المجتمع
ليرمي أبناءه بأبشع الصفات قائلا: لقد جئتكم بالحق يا أهل الباطل.
وكلاهما لا يقل عن الآخر خطورة على عامة الناس.
- فالأول يتفنن في إقناع الناس بالتمادي في الخطأ تماشيا مع ما تفعله
الغالبية، فيُطمئِنهم حين يرتكبون أخطاءً فادحة بذريعة "ده العادي"
متبعا أساليب إقناع مستوردة من خارج الحدود، فيجعل من الأمر "الغير طبيعي" أمرا "طبيعيا"،
- والثاني يتفنن في إقناع الناس بأن معظم ما يفعلونه من أمور دنياهم خطأ وأنه يملك أدوات تصحيحه المستوردة من خارج الحدود أيضا،
فيشككهم في كل تفاصيل حياتهم، بذريعة "لقد عم الفساد"، بل ويتجرأ أحيانا بتشكيكهم في صلب عقائدهم الدينية.
وبعد،
أما آن الأوان للنماذج السالف ذكر أمثلة لها أن يقولوا:
نعم نفعل ذلك .. ونعلم أنه خطأ ونحاول تصحيحه بدلا من تبريره بوصفه بـ
"العادي"؟
أما آن الأوان لكي نسمي الباطل باطلا وإن كان شائعا؟ ونسمي الحق حقا وإن كان نادرا؟
وختاما،
قال الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
"لا تجتمع أمتي على ضلالة"
فهل آن الأوان لكي نحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم في ظاهر أفعالنا
كما تحقق في جوهر عقيدتنا يوم أكمل الله لنا الدين وأتم النعمة ورضي لنا الإسلام دينا؟