الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن استن بسنته واهتدى بهداه .
أما بعد :
فعدالة الصحابة رضي الله عنهم من مرتكزات عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي
من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، ويُدَلِّلُون على ذلك بالكتاب
والسنة، وبإجماع الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، إلى أن يرث
الله الأرض ومن عليها.
قال الخطيب البغدادي في كتابه "الكفاية في أصول الرواية" (1/180-181):
"( باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة )
وانه لا يحتاج الى سؤال عنهم وانما يجب فيمن دونهم كل حديث اتصل إسناده
بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به الا بعد ثبوت
عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه الى رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم،
وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن، ووصف رسول الله صلى الله
عليه وسلم لهم، وإطنابه في تعظيمهم، وإحسان الثناء عليهم، جميع ذلك يقتضي
طهارتَهم، والقطعَ على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحدٌ منهم ـ مع تعديل
الله تعالى لهم المطّلع على بواطنهم ـ إلى تعديل أحد من الخلق لهم، وقد
برّأهم الله تعالى، ورفع أقدارَهم عنده، على أنه لو لم يرد من الله عزوجل
ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيءٌ مما ذكرناه؛ لأوجبت الحال التي كانوا
عليها من الهجرة، والجهاد والنصرة، وبذل المُهَج والأموال، وقتل الآباء
والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطعَ على عدالتهم،
والاعتقادَ لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدَّلين، الذين يجيئون من
بعدهم أبد الآبدين، وهذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء".
قال أبو الحجاج : وقد قلت فيهم قصيدة دونك بعض أبياتها:
هُمْ خَيْرُ أَهْـــلِ الْأَرْضِ عَـــــزَّ جَنَابُهُمْ:::::هُمْ دُرَّةُ الْأَزْمَانِ وَكَوْكَــــــبُ الشِّعْرَى
أَهْــــلُ النَّجَاةِ وَأَهْلُ النَّصْرِ قُـــــدْوَتُنَا :::::صَحْـــبُ النَّبِيِّ بِهــمْ نَسْتَخْلِصُ الْعِبَرا
أَنْصَـــــــارُ سُنَّتِنَا أَعْـــــــــــــــلَامُ أُمَّتِنَا:::::هُمْ فَخْــــــــرُ مِلَّتِنَا قَدْ أَثْلَجُوا الصَّدْرا
هَـــــذِي شَمَائِلُهُمْ تَزْهُــــــو بِهَا الدُّنْيَا ::::: مَنْ ذَا يُنَازِعُهُمْ قَـــــــدْ خَابَ أَوْ خَسِرا
فِي الْقَلْبِ مَسْكَنُهُمْ حَلُّوا وَإِنْ ظَعَنُــوا:::::وَالنَّفْـسُ تَطْلُبُهُمْ أَكْـــــــرِمْ بِهِمْ قَـــدْرا
اللهم إني أشهدك على حب الصحابة رضوان الله عليهم اللهم فاحشرني ووالديّ وإخواني معهم يا ربنا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.